أكدت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، أن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار في أوكرانيا، كما اقترحته جهات مثل باريس وكييف، هو “غير مقبول تمامًا”.
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن أي هدنة محددة زمنيًا ستمنح القوات الأوكرانية فرصة “لإعادة تنظيم صفوفها”، مما سيؤدي إلى نتائج عكسية، وفقًا لما نقلته وكالة “فرانس برس”. وأضافت أن الحل يجب أن يكون اتفاقًا نهائيًا لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
مقترحات لوقف إطلاق النار
كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اقترح، الأحد، هدنة لمدة شهر تشمل الجو، البحر، ومنشآت الطاقة، بينما اقترح نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إطلاق سراح الأسرى ووقف القتال جوًا وبحريًا كخطوة أولى نحو إنهاء الحرب.
لكن زاخاروفا اعتبرت أن هذه الدعوات تهدف فقط إلى منح الجيش الأوكراني، الذي يواجه صعوبات ميدانية، فرصة لتعزيز قدراته العسكرية. وشددت على أن مثل هذه الهدنة ستؤدي حتمًا إلى استئناف الحرب.
موقف موسكو من الهدنة
رفضت موسكو سابقًا أي وقف لإطلاق النار قد يسمح للقوات الأوكرانية، التي تعاني من نقص في العتاد والعدد، بإعادة تنظيم نفسها. وأشارت إلى تجربة وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا بين عامي 2015 و2022، حيث ترى أن كييف استغلت هذه الفترة لتعزيز جيشها.
الموقف الأميركي
على صعيد آخر، دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى وقف فوري لإطلاق النار، لكنه ابتعد عن دعم أوكرانيا بشكل كامل، ساعيًا للتفاوض مع موسكو. وفي خطوة مفاجئة، قرر ترامب، الاثنين، تجميد المساعدات العسكرية لكييف، مما أثار قلق أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين.
واتهم ترامب، الأسبوع الماضي، الرئيس زيلينسكي بأنه “غير مستعد للسلام” مع روسيا، في حين أكد كل من زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعدادهما للتفاوض وفق شروط محددة، لكنها حتى الآن لم تتحقق بسبب الخلافات الجوهرية بين الطرفين.
شروط متعارضة للسلام
- أوكرانيا تطالب بضمانات أمنية قوية من حلفائها لمنع روسيا من شن هجوم جديد.
- روسيا تطالب بنزع سلاح أوكرانيا، والتنازل عن أربع مناطق في شرق وجنوب البلاد، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، وهي مطالب ترفضها كييف بشدة.
التوتر النووي بين باريس وموسكو
في سياق متصل، انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول المظلة النووية الفرنسية، معتبرًا أنها تشكل “تهديدًا لروسيا”.
وكان ماكرون قد أعلن، الأربعاء، رغبته في إطلاق نقاش استراتيجي حول دور الردع النووي الفرنسي في حماية أوروبا، مؤكدًا أن قرار استخدام الأسلحة النووية سيظل بيد الرئيس الفرنسي وحده.
وأضاف لافروف أن “الغرب يرى أن السلام في أوكرانيا أسوأ من الحرب”، مشيرًا إلى أن الأزمة قد تُحل خلال أسابيع إذا أوقف الغرب دعمه العسكري لكييف.
نشر قوات أوروبية
أثار ماكرون خلال لقائه مع ترامب في البيت الأبيض إمكانية نشر قوات أوروبية في أوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق سلام، لكنه لم يحصل على ضمانات أميركية لحماية هذه القوات، رغم أن ترامب أبدى موافقة ضمنية على الفكرة.