أعلن الجيش السوداني صباح يوم الجمعة عن سيطرته الكاملة على القصر الرئاسي في الخرطوم بعد معارك عنيفة ضد قوات الدعم السريع، التي انسحب عناصرها نحو السوق العربي وشارع الغابة. ووفقًا لمصادر عسكرية، تمكن الجيش من السيطرة على البوابة الشرقية للقصر، متسببًا بخسائر كبيرة لقوات الدعم السريع في الأرواح والمعدات.
في المقابل، شنت قوات الدعم السريع هجومًا مضادًا باستخدام الطائرات المسيرة، استهدفت خلالها القصر الرئاسي، مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من الأشخاص، من بينهم مدنيون. ومع ذلك، أصر الجيش السوداني على مواصلة العمليات القتالية، مؤكدًا عزمه على تحرير كل شبر من الأراضي السودانية.
استعادة المقار الحكومية وتعزيز السيطرة في الخرطوم
أكد المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، أن القوات المسلحة قضت على “مليشيا آل دقلو الإرهابية” في مواقع عدة مثل السوق العربي، القصر الجمهوري، وعدد من الوزارات. كما استولى الجيش على كميات ضخمة من الأسلحة والمعدات التابعة لقوات الدعم السريع.
وفي تطور آخر، تمكن الجيش السوداني من استعادة العديد من المقار الحكومية المحيطة بالقصر الرئاسي، بما في ذلك وزارات الخارجية، المالية، والمعادن. كما بدأ التلفزيون الرسمي السوداني ببث الأناشيد الوطنية والمقاطع التي تمجد الجيش، في إشارة إلى نجاح العملية العسكرية.
التقدم العسكري في أم درمان وولاية الجزيرة
في مدينة أم درمان، واصل الجيش السوداني تقدمه وسيطر على عدة أحياء في محلية أمبدة، بما في ذلك الراشدين والنخيل والبستان. كما تمكن من استعادة السيطرة على قريتي حبيبة والفراجين شمال ولاية الجزيرة بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الدعم السريع.
وأكدت “لجنة نداء الوسط”، وهي هيئة شعبية، أن الجيش السوداني نجح في طرد قوات الدعم السريع من المنطقة، مشيرة إلى تراجع نفوذ هذه القوات في ولايات الخرطوم، الجزيرة، النيل الأبيض، شمال كردفان، سنار، والنيل الأزرق.
معارك شرسة في دارفور
في دارفور، شهدت مدينة المالحة، شمال شرق الفاشر، معارك عنيفة بين الجيش السوداني والقوى المتحالفة مع حركات الكفاح المسلح ضد قوات الدعم السريع. ورغم أن الأخيرة سيطرت على المدينة لفترة قصيرة، إلا أنها اضطرت إلى الانسحاب بعد هجوم مكثف من الجيش السوداني.
وبينما شنّت قوات الدعم السريع هجومًا واسعًا من ثلاثة محاور، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش السوداني، إلا أن الهجوم فشل بسبب مقاومة القوات المسلحة القوية. ورغم انسحاب قوات الدعم السريع، إلا أنها استمرت في قصف منطقة المالحة بالمدفعية الثقيلة.
الحرب المستمرة منذ أبريل 2023: خسائر بشرية وأزمة إنسانية
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، قُتل أكثر من 28 ألف شخص، ونزح حوالي 15 مليون شخص داخل السودان وخارجه، حسب تقارير الأمم المتحدة. ولا تزال المعارك مستمرة في مختلف المناطق، مع تراجع نفوذ قوات الدعم السريع في العديد من الولايات السودانية، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني في البلاد.