استدعت الجزائر يوم الثلاثاء السفير الفرنسي لديها، ستيفان روماتي، وقدمت له احتجاجًا رسميًا على ما وصفته بـ”المعاملة الاستفزازية” التي تعرض لها عدد من الجزائريين في مطاري باريس.
وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان لها أنها أبلغت السفير الفرنسي “الاحتجاج الشديد للحكومة الجزائرية” على خلفية هذه التصرفات، ووصفتها بأنها “غير مقبولة على الإطلاق”.
وأضاف البيان أن الجزائر تتابع بقلق بالغ شهادات متطابقة لمواطنين جزائريين حول المعاملة “المهينة والتمييزية” التي واجهوها من قِبل شرطة الحدود في مطاري رواسي شارل ديغول وأورلي. وشددت الوزارة على رفضها القاطع لأي انتهاك لكرامة مواطنيها أو استغلالهم كوسيلة للضغط أو التهديد.
وطالبت الخارجية الجزائرية السفير الفرنسي بإبلاغ حكومته بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الممارسات فورًا.
من جهتها، ذكرت ثلاث صحف جزائرية، من بينها صحيفة المجاهد الحكومية الناطقة بالفرنسية، أن المسافرين الجزائريين الذين وصلوا إلى مطاري باريس يوم الاثنين تعرضوا لمعاملة سيئة، حيث أغلقت السلطات الفرنسية جميع الشبابيك باستثناء واحد خصص للمسافرين الجزائريين، مما أدى إلى انتظارهم في طوابير طويلة تجاوزت مدة رحلتهم الجوية.
واتهمت وسائل إعلام جزائرية وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، الذي وصفته بـ”المعادي”، بالوقوف وراء هذه الإجراءات كتصرف انتقامي في ظل التوتر بين البلدين.
يُذكر أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، فقد استدعت الجزائر السفير الفرنسي في ديسمبر الماضي ووجهت له “تحذيرًا شديد اللهجة” بشأن ما اعتبرته “مخططات عدائية” تُنسب إلى المخابرات الفرنسية.
وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية توترات مستمرة، تفاقمت مؤخرًا عقب دعم باريس لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمته الرباط لحل قضية الصحراء، بينما تدعم الجزائر جبهة البوليساريو وتطالب بحق تقرير المصير لسكان الإقليم.
ورغم محاولات التهدئة، تعود العلاقات بين البلدين للتأزم بسبب قضايا مرتبطة بالإرث الاستعماري الفرنسي في الجزائر، والذي استمر 132 عامًا بين 1830 و1962، حيث ترفض فرنسا معالجة الملفات التي خلفت أوضاعًا مأساوية.